الأفـــق

نزيــف من الظلام






ليلة أخيرة .. ظلام دامس .. إضاءة خافتة .. شمعة باهتة ..

وفي غرفة مظلمة .. جدرانها دامية .. لا تسمع فيها سوى صرخات الألم .. وآنين الندم ..




.


.






لا داعي للتفكير كثيرا .. فأحد المُخرجين الحمقى يُجرب حظه بـ عمل فيلم أسطوري !!




لا شيء مستحيل ..

لدينا سيناريو ماسوني .. ومُنتج صهيوني .. وحبكة نازية بـ خطب فاشية ، وأبطال من عبدة الشيطان .. يُساندهم جماعة من النازيين الجدد، بالإضافة إلى نخبة لامعة من جيل التنوير من أمثال رفاعة وعبده والمتأفغن – أنار الله بهم جهنم – ، وبالطبع ضيوف الشرف .. ملوك الأمس والغد فرعون والنمرود .. وكسرى - مزق الله مُلكَه - ..


ولا ننسى مُخرجنا الأحمق !








لأنه مُخرج أحمق ..

فقد حان الوقت الآن لـ شطب تاريخ البشرية ..

فـ الفيلم الجديد .. على وشك أن يُغير العالم ..



.


.




اسمه وليد ..

ولا سبب لـ تسميتُه وليد .. سِوى قُربه كـ اسم عربي من ونستون ، واضح أن اسم وسيم أقرب منه ، لكن وسيم اسم طفولي أكثر من اللازم .. ولن يكون مُلائماً لـ ذلك الذي لا أستطيع وصفه بـ كلمة ..
وكأن وليد لا يعني مولود >.>

لكن الأمر ليس لطيفا بـ أي حال !!












لا يُهم ..

اسمه وليد .. كان يحلُم بـ طوفان ، وسفينة لا تتسع إلا له ..

مُجرد حلم مستفز .. فـ من يَهتم !!













أبيدوا ناطوري كارتا..

فلن ينالوا منا .. غير الصلب والقتل والتعليق .. وسلخ الأجساد وحز الرؤوس ، والبصاق على ما تبقى منهم !!












أعودة أردت أم الإرتحال في الهرب ؟

أجب أنت إذا كيف يكون الهرب ؟!








مجرد مُخرج احمق يبحث عن بداية ، ويظن أن الشعر قد يُلهمه بـ بداية أسطورية .. تليق بـ فيلمه الأسطوري !









ببطئ .. كانت السحب تتحرك ، أعطاه هذا بعض الأمل .. فليس عقرب الثواني هو أبطأ ما في الوجود ..
لكن المشكلة كانت لا تزال قائمة .. فالحصة لم تنتهي بعد ، ولا يبدوا له أن المعلم سيصاب بأي وعكة .. تجعله يُلغي الدرس وينصرف !!



اسمه وليد ..
وكانت صورة المُعلم راكع أمامه والدماء تنزف منه .. لا تُفارق خياله ..







دائما كان يعتقد بانه عاديّ ، لا شيء يميزه عن الآخرين ..

لم يتفرد أبدا بـ شيء ، ولم يكن يوما محط أنظار أحد ..

فشِلَ في أن يكونَ شريراً ، وأبدى عجزا لا مثيل له .. في التظاهر بالطيبة ، كان دوما يعتقد أن عدد الذين يكرههم في تزايد مستمر ، ولم يُقلقه إلا عدم وجود تشابه لـ من يكرههم ، كان يكره أشخاص مكروهين من الجميع ، وأشخاص محبوبين ممن حوله أيضا ، وأحيانا كثيرة .. كان يكره نفسه أكثر من أي شخص آخر ..


وشيئا فـ شيئا .. بدأ يُدرك السبب ، وتعلم كيف يستمتع بـ تلك الكراهية ..

عندها .. لم تعد حياته كما كانت ..











لأنه مُخرج أحمق ..

كان يهوى القتل والتعذيب وسفك الدماء ، ويرى أن الفن عبارة عن بقعة كبيرة من الدماء .. وحولها أجساد أطفال مشوهة ..



إعتادَ أن يُتابع بـ شغف عمليات الجيش الأمريكي في العراق ، والجيش الصهيوني في فلسطين بشكل خاص ..


أما متعته الحقيقية .. فهي مطالعة عمليات التعذيب في معتقلات الدول العربية ، بل أحيانا يرى أن تلك المعتقلات .. هي من أعظم الفنون التي عرفتها البشرية إبداعا !!



بل كانت هي عزاءه الوحيد .. كونه لم تُتَح له فرصة الإطلاع على عمليات التعذيب النازية ..


ولأنه مُخرج أحمق .. فلم تكن بداية في فصل دراسي لـ تليق بـ فيلمه العظيم ..
حتى لو كانت نهايتها .. تشريح المٌعلم داخل حمامات المدرسة !


فصل دراسي .. ومُعلم ..
يا للسخافة !!
















عفوا .. هل نسيّ أحدكم بأن المكان هنا ليس لذوي المشاعر الرقيقة !!



.

.





نفق مُظلم وبارد ..

وعلى جانبيه جثث مُعلقة .. أغلبها نال منها العفن ، وتآكلت أطرافها .. وبعضها لأناس يصرخون .. وهناك من يتسلى بالتصويب عليها ..


وكان أحدهم يلعن بعض القناصين .. كونهم عاجزين عن إبقاء ضحيتهم حية بعد خمسين طلقة ..

أخذ الرجل بتحسر على أيام الماضي .. حين كان يصطاد أحد العامة من ذوي الأجناس العفنة ، ويصلبه أمامه .. ويبدأ بالتصويب على أطرافه ، فكان يُمزق اصابعه اصبعا اصبعا .. وعقلة عقلة ، أجاد تصويب مئة طلقة في كافة أنحاء الجسد .. ودون أن يُصيب ضحيته بـ مقتل !

لكم استمتع بـ آلمِهِم وهُم يَصرُخون ويتوَسلُون !!


مر الرجل بأحد المصلوبين .. فأخرج سكينا ، وقطع اصبعا له .. ثم رماه أرضا ودهسه بـ قدمه .. وهو ينعطف يمينا في نفق آخر ، ويتوجه لـ غرفة لها باب نحاسي كُتب عليه : يُمنع اصطحاب الأطفال !!









لماذا لم تعد أنتَ أنت .. وتدفعني كي لا أكون أنا ؟؟




لأنه مُخرج أحمق ..

فقد كان دوما ينبهر بالأذكياء والعباقرة ..




فكل عبقري .. يرى أن من واجبه تصحيح مفاهيم العامة المغلوطة من حوله ..
ودائماً ما كان يُحاول أن يتعلم ويتتبع أفكارهم شبرا بـ شبر وذراعا بـ ذراع ..


أحس دائما أن عليه الإستفادة منهم .. لسيما ان لديه ملحوظة صهيونية ، تُذكره بأن بـ هؤلاء .. يُمكن أن تنتصر على عدوك ..


فكل جميل في هذا العالم .. يمكن تشويهه من داخله ..

ولأن هؤلاء العباقرة .. اعتادوا غالبا أن يكونوا بـ لسانٍ عربي .. فقد تعلم العربية لأجلهم !!


يذكر أنه قرأ لـ واحدة منهم نظرية .. تُفيد بأن الإسلام لم يُخرج العرب من جاهليتهم ، وحجتها أن العرب من قبله كانوا يُجيدوا القراءة !!


ولم يستطع النوم لـ ثلاثة أيام متواصلة .. من شدة انبهاره بـ هذا الإكتشاف !
ومرة قرأ عن إكتشاف آخر مزهل .. وهو أنه ليس كل من لديه لحية يُمكن اعتباره فقيها في الدين ، يومها بكى طوال الليل .. وهو يفكر كيف كان الناس يعيشون وهم يعتقدون .. أن كل من لديه لحية فقيها ، إلى أن ظهر ذلك العبقري !!


ولم يكن هذا فقط هو سبب تأثره .. بل لأن ذلك ذكره بـ العباقرة الكِبار أمثال نوال السعداوي ، حين اكتشفت أن الحجاب ليس من الإسلام .. لأن هناك مُحجبات بـ أخلاق فاسدة !!


وهو تقريبا نفس النهج الذي سارت عليه خليفتها في الخليج النابغة حصة العوضي ، حين دعت إلى خلع النقاب .. وذلك بعد أن اكتشفت بعد سنوات من البحث والتدقيق والتجارب المعملية .. أن هناك منقبات فاسقات ، وهو أحد أهم اكتشافات العصر بلا أدنى شك !!


ولا يُجاريه في أهميته .. إلا ذلك الإكتشاف الجديد ، الذي تحدث عن ان اختلاف الأمة رأيا وفكراً ومُعتقداً ومذهباً فيه خير كثير ، ومنافع للناس، فهو الطريق الوحيد إلى الحب والسلام والوحدة والإتحاد ، والرفق بالحيوان – كونه يختلف عن الإنسان - !!


وهذا الإكتشاف الأخير بالذات .. هو ما جعله يُتقن العربية كأهلها ، خصوصا أن السيناريو الصهيوني بين يديه .. يؤكد على أن مثل هذا الإكتشاف تحديدا ، من شأنه أن يوفر عليهم عشرات السنين من المؤامرات ..



فليتوهموا استحالة وحدة أحادية الرأي .. ولينسوا ألا رأي مُختلف يؤدي إلى وحدة !!



وفي الإتحاد قوة والتفرق ضعف .. كما يقول كتاب القراءة >.>





سأمزق الأفق البعيد إن امتلئ بـ أفكارك ..

فـ مثلك في سمائي بعد اليوم .. لن يطير ..













اسمه وليد ..

كان يرى أن القتل هو الحل الأمثل لأي مُشكلة ..




لمح التفاتة من المعلم .. فأدرك أنه سيبدأ الآن ..
تململ وهو يُعيد بصره إلى الكتاب أمامه .. مُحاولا التركيز ، لحظات قليلة .. وكان المعلم قد بدأ بـ توبيخ أحدهم ..


كان يعرف من البداية أن هذا سيحدث ، فالحصة مملة .. والمُعلم يبحث عن بعض المتعة ، وإن كان قد زرع في نفسه قناعة .. بأن توبيخ طلابه يجعله يؤدي واجبه بشكل أفضل ..
تساءل وليد بعدها .. كيف يُمكنه أن يُحب شخص كـ هذا !!



دقائق معدودة مرت ، والمعلم لازال مستمرا في توبيخ الطلاب من حوله وطرد بعضهم ..

نظر أمامه .. كانت الراحة مرتسمة على وجوه طلاب المقاعد الأمامية ، فالمعلم بأي حال .. يفترض أنهم الأفضل لـ مجرد جلوسهم في الأمام ليس إلا ، بالتالي فإن كل غضبات المعلم تنزل عليهم بردا وسلاما .. دون خوفٍ أو حزن ..



لم يكن مهتما كثيرا بـ أفكار المعلمين العتيقة ، بـ قدر ما كان يُغيظه هؤلاء الطلاب .. الذين لا يكفون عن فعل أي شيء لإرضاء المعلمين ، ودون أن يضايقهم تكلفهم لأفعالهم .. طالما أن هذا يصب بـ مصلحتهم في النهاية ..

وهو الأمر نفسه .. الذي يجعل المعلمين يظنون أنهم على حق دائما في طريقة تفكيرهم ..
بهذا يشعر المعلمون بـ أنهم أكثر حنكة وذكاءا ، وفي الوقت نفسه .. فإن هؤلاء الطلاب يشكلون طبقة مستقلة أعلى وأكثر تميزا من بقية أقرانهم ..


ومع الوقت .. يتشكل داخل الصف نظام طبقي ، وحتى إن بدا معنويا .. فإنه يتعدى ذلك بكثير في أغلب المواقف !



ولم ينسى وليد .. أصحاب تلك الطبقة الرفيعة وما يكتبونه شهريا في مجلة المدرسة ، يذكر أن أحدهم تحدث عن أحد المعلمين ..
وكتب يصفه بـ أنه شخص عظيم .. لديه بصيرة نافذة ونظرة ثاقبة ، وذكاء مُتقد ، وهو نفسه الذي كان يقول دائما .. بأن هذا المعلم نفسه ، أكثر غباءا من خروف العيد !!




ومع بُغضه لـ تلك الطبقية .. كان على وليد ان يحسم قراره سريعا ..








ذكرى ألم أبتسم لها من حين لـ حين ..





لأنه مُخرج أحمق ..

أحب كثيرا نظريات المؤامرة ، بل وصل حبه لها .. أن علق لوحة كبيرة في بيته تُمثل مُدن استحالت إلى خراب ، وخلفها رجال لا يظهر منهم سوى لون أسود باهت، وأسفلها كُتب بالدماء Conspiracy Theory !!


كان ينظر إليها كل يوم قبل النوم .. وتدمع عيناه من فرط التأثر !


كانت تُعيد إليه ذكريات طفولته القديمة ، حين كان يجلس مع عمو جوبلز ويروي له قصة الأسد العظيم ، وهي القصة التي كانت سبب عشقه الأول لـلمؤامرات .. فقد تعلم منها أهمية المؤامرة ، وكيف أنها يمكن بـ كل بساطة أن تُعيد التوازن إلى العالم ..



وتحكي القصة عن أسد عظيم الهيبة والمكانة تزعم غابة كبيرة ، لكن الأسد كان شريرا فاسقا ظالما غاشما .. سفاكا للدماء ، خافه الجميع .. وخشوا من بأسه وجبروته وسطوته ، فـ القتل كان عقابه الوحيد ومتعته .. في أنٍ معاَ !


حاولت الحيوانات كثيرا .. أن تجتمع عليه وتُزيحه ، لكنه كان خبيثا ماكرا .. واعياً لما يجري من حوله ، فباءت كل مُحاولات الحيوانات بالفشل .. وكل مؤامرة لإزاحته يُقتل أصحابها لـ يكونوا عبرةً لـ بقية الحيوانات ..
وبـ مرور السنين .. أصبحت الحيوانات تنظر للأسد على أنه إله ، لا يُمكن مسه فضلا عن ازاحته .. فصاروا يعبدونه ، وباتت كل أوامره هي أمنيات لهم ..



وذات يوم .. وبينما الأسد في عرينه ، انقض عليه ذئب عجوز .. وأصابه بـ جرح بليغ في وجهه ، فما كان من الأسد إلا أن قتله .. لكن جرح الاسد كان بليغا .. ولفت أنظار الحيوانات ، وأخذت الحيوانات تتهامس على الأسد ..

ولما وصل للآسد ذلك ، ولما علم بأن هناك من الحيوانات من بات يشك بـ ألوهيته ، وان هُناك مُخططات أخرى للنيل منه والقضاء عليه ، وأن التوازن الذي أوجده الأسد في الغابة وعمل عليه عشرات من السنين يكاد ينهار ، أرسل إلى وزيره الثعلب يطلب العون منه ..


وخلال أيام كان الثعلب قد اهتدى إلى الحل ..


مرت أسابيع قليلة .. ورجعت الحيوانات إلى ماكانت عليه من خضوع وذل وإنكسار تجاه الاسد ، وعاد مرة أخرى إلها لكل الحيانات ..



أما ما فعله الثعلب .. فهو أن مرر إشاعة ادعى فيها بأن الأسد تآمر على نفسه ، وتفاصيل الإشاعة :


أن الاسد كان يُحب زوجة الذئب ، ولما ارادها لـ نفسه .. جرح نفسه ، واتخذ من جرحه حجة له لـ قتل الذئب وأخذ زوجته ..

وأنه قد أثبتت تحليلات الدب الشرعية ، أنه من المستحيل نظريا وعمليا ومعمليا وواقعيا لـ مخالب الذئب بأي حال .. أن تجرح وجه الأسد ، وهو رأي علمي صحيح لا جدال فيه ..




ثم وفي إعلان آخر رسمي .. صرح ثُعُوبلز : بأن الأسد لن يتزوج بعد اليوم !!




فتوصلت الحيوانات إلى أن الاسد لن يُمس مرة أخرى .. فعادوا لما كانوا عليه !






>> أحضروا لنا ثُعُوبلز ..







أنا وأنت .. كـ لاعب الماريونت والدمية الخشبية !!









العالم يزداد كآبة ..

لم تعد هناك متعة في الحياة ..

لا شيء يمكن أن يجلب السعادة ..

كان شابا كأي شاب .. لكنه يحمل بطاقة لا يحملها أي شاب في مثل عمره !

قالوا عنه بأنه حالة فريدة ومميزة .. عبقري لا مثيل له في الحقد الكراهية ، بل إنه تجاوز الإختبار النهائي في الكراهية وازدراء الأجناس العفنة بـ نسبة 100 %، فقد وصلت به حالة الكراهية لـ تلك الأجناس .. أن قام بـ عض أحد العامة في رقبته ، وظل ينهش فيها بأسنانه ويمزقها حتى فارق العامي الحياة ، ولم يكتفي بـ ذلك .. بل قام بـ نزع عينيه بـ يديه ، وشق بطنه بـ أسنانه .. وصنع كعكة بـ دماءه ، وزينها بأحشائه .. وتناولها كاملة !!


وهو الأمر الذي أهله لـ يصبح واحدا من النخبة ، ويحصل على بطاقة خاصة .. تؤهله لـ إرتكاب أي جُرم أو عمليات تعذيب للعامة ، ودون أخذ موافقة أو تصريح رسمي !!

لكن وخلال عام كامل .. لم يعد يستمتع بـ شيء ، جرب كل أنواع القتل والتعذيب .. رمى بالأطفال في الزيت المغلي ، وسلخ جلود الكبار أحياء ، جرب الشنق والذبح والطعن والصعق ، لكنه مع الوقت فقد لزة الإستماع لـ صراخات ضحاياه وتوسلاتهم !!

واليوم بالذات .. ادرك أن حياته لم يعد لها معنى ..
كان قد عثر على فكرة مميزة .. تجعله يستفيد من العامة ، ويستخدمهم كـ مصادر طبيعية للطاقة ، وذلك بوضعهم داخل توابيت خاصة مزودة بـ إبر حادة مُكهربة يتم غرسها في جسد العامة بـ سمك مُعين بـ حيث لا تتسبب في قتلهم ، وفي نفس الوقت .. تصل بهم إلى أقصى درجات الآلم ، ويتم بعد ذلك .. غرس أسلاك داخل عقولهم .. عن طريق الإبر الصينية ، وتوصيل الأسلاك بالآلات .. حيث ستستمد الآلات طاقتها من إشارات الألم التي سيصدرها المخ !!

كان قد أعد كل شيء .. ولم يشك لـ لحظة واحدة أن فكرته قد تبوء بالفشل ..
وأخيراسيحقق حلمه القديم .. وينال براءة اختراع !!
لكنه للآسف .. أخفق !

والآن .. انتهت حياته ، ضاع حلمه .. وتلاشى بريق الحياة ..
تساقطت دموعه والرصاصة تعبر مؤخرة رأسه !!






الثورة هي الطريق نحو الديكتاتورية ..
وفي رواية أورويلية : المرء يُشعل ثورة لـ يُمارس الديكتاتورية ..



.

.




اسمه وليد ..
كان يعرف أن الوقت قد حان .. لكنه لم يعرف أبدا كيف ؟؟








امتلئ قلبه بالحقد .. وهو ينظر لـ طلاب الصفوف الأمامية ، إنهم يتمتعون بكل شيء .. وهم فوق قوانين المُعلم ، يتكلمون كما يشاءون .. بعكس طلاب الصفوف الخلفية ، الذين ان تكلموا .. عوقبوا وأهينوا وطُردوا ، يتناولون طعامهم في أي وقت شاءوا .. وإن رآهم المُعلم .. غض طرفه عنهم ، وفوق كل هذايحصلون على أعلى الدرجات .. ودون الكثير من الجهد !!

أراد وليد أن يصرخ بـ أفكاره .. أن يُنبه من حوله إلى الظلم الذي يُعانون منه ، لكنَ عين المُعلم كانت لا تكف عن الدوران .. كأنها شرطة سرية تُراقب أي تمرد ، حاول أن يلتفت ويتحدث لـ من بـ جواره ، إلا أن عين المُعلم أوقفته بـ نظرة نارية .. فتظاهر بأنه يبحث عن قلمه !

دقائف أخرى .. وكان المُعلم قد قام بطرد أحد الجالسين في مؤخرة الفصل ، زاد غضب وليد .. وهمَ أن يصرخ بالمُعلم .. حتى لو تسبب هذا في طرده من المدرسة ، وقبل أن يفعل شيئا .. انتبه إلى أمر ما ..
استرخى مرة أخرى في مقعده .. وبدأ عقله بالعمل :

ثمانية طلاب بالخارج يقفون على باب الصف ، 32 طالب داخل الصف ..
15 طالب يجلس في مُقدمة الصف .. ولو خرج اثنان آخرين من الخلف فستكون النتيجة كالتالي ..

عشرة مُتمردون بالخارج .. 15 طالبا من طبقة النبلاء .. و15 طالبا آخر يُعانون من الظلم والإضطهاد ..

أعاد حساباته مرة أخرى .. 10 طلاب قد يفعلون الكثير .. ولو انضم إليهم ثمانية آخرين من الـ خمسة عشر العامة.. ووقف سبعة على الحياد ..

عندها .. عندها سيتغير تاريخ الصف ، بل ربما تاريخ المدرسة كلها !!








وعلى شاطئيه زهورا ألوانها من جحيم ..



.

.



لأنه مُخرج أحمق ..
فقد اتخذ من تحسين وتطوير التاريخ هواية له ..
وكان يُقيم احتفالا كبيرا .. كلما سمع أن تلك الهواية قد انتقلت لـ مُخرجين غيره ..


فـ هي هواية ولـ وقت طويل .. بقيت محصورة داخل النُخب الحاكمة وأتباعهم ، وكان يُطلق عليها هواية الملوك والرؤساء !!
ويتباهى دوما بأن جد جد جد جد جد جد جده كان واحدا من الفريق ( ت.ت.د.ع) .. الموكل بـ إعادة صياغة تاريخ الدولة العثمانية ، وهو فريق منبثق عن اللجنة ( ت.س.م ) ، المسئولة عن إعادة كتابة الأحداث السياسية للبشرية ، وهو جزء من منظمة ( أ.ك) .. التي تُعنى بـ إعادة تأهيل تاريخ البشرية ..

كان يفتخر بأن جده بالذات هو من اخترع خرافة ضريبة الغلمان ، وأن الدولة العثمانية كانت تأخذ خُمس أطفال المدن والقرى المفتوحة ضريبة لها ، وتُجبرهم على الدخول في الإسلام ، وقد راجت تلك الفكرة كثيرا في أوروبا .. بل فاقت ذلك حتى انتشرت بين المؤرخين المُسلمين أيضا من علمانيين وقوميين !!


بل أصبحت مدخلاً عالميا للحديث عن ظلم وجبروت وطغيان وتخلف وتعصب وهمجية الدولة العثمانية ..
كان يكره تلك الدولة كثيرا ، فبعد أن أنهكت الحروب مع الصليبيين والتتار قوة المسلمين وأضعفتهم ، وبعد أن كانوا قد فقدوا مدهم الحضاري والثقافي ، وبعد أن أصبحوا بلا حولٍ ولا قوة مُشتتين مُفرَقين، ما كان لـ يختلف مصيرهم كثيرا عن الهنود الحمر لو كانت الدول الأوربية قد استطاعت دخول البلاد الإسلامية في ذلك الوقت ، فما كان هناك إعلام لـ يفضح ويكشف ويصور ورأي عام يتخذ موقفا، وكان من السهل إحتلال كل البلاد العربية ، وإبادة شعوبها وتنصير ما تبقى منها .. كل هذا كان لـ يحدث وبكل بساطة لولا تلك الدولة ، التي وقفت في وجه الهجمة الأوروبية ومنعت الإحتلال عن الدول الإسلامية لـما يقرب من أربعة قرون !


بل فاقت ذلك بكثير .. وهددت أوروبا بأسرها ، وفتحت القسطنطينية والبوسنة والهرسك ، وخضعت لها بلغراد واليونان وقبرص ورومانيا وألبانيا وأرمينيا وأذربيجان والمجر وترانسلفانيا والجبل الاسود ، وكادت تُسقط فيينا مرتين .. وهددت إيطاليا وأرعبت الفاتيكان !!


كلما تذكر ذلك شعر بالذل والمهانة وامتلئ قلبه بـ الحقد ، لكن ما فعله جده الكبير كان يُنسيه ذلك الماضي اللعين !!
وما فعلته الدول الأوروبية بعد ذلك من تمزيق لـ تلك الدولة .. أعاد إليه الكثير من كرامته ..




فكر قليلا في أتاتورك والطورانية ، وعبد الناصر والقومية ..




مد يده في درج مكتبه وأخرج كتابي تاريخ ، أحدهما بالعربية والآخر بالتركية .. وكلاهما يتحدث عن جمود وتخلف وبشاعة الدولة العثمانية ، غير أن ثورة يوليو اعتبرتها دولة مُحتلة للبلاد العربية !!

وتحية خاصة للتقدميين الثوريين الأحرار .. الذين فتحوا البلاد وحرروا العباد >.>







ابن لي سدا من رملٍ ناعم كي لا يعبر الأمل ..



.

.



اسمه وليد ..

شعاره الثورة هي الحرية والعدل والمُساواة ..

ويفتخر بأنه لم يسرق شعاره من الثورة الفرنسية !!










الآن يعرف وليد ان الوقت قد حان ..

لكن قبل أن يذهب .. عليه أن يُرتب الأوضاع هنا أولا ، وأن يُعد الصف ويُهيئة للثورة ..




تظاهر بـ فتح دفتره ووضعه فوق كتابه وكتب :


" الحرية أن يُدرس الطلاب أنفسهم بـ أنفسهم .. وإبعاد المُعلم يعني إلغاء الصفوف الأمامية ، وأن يجلس الطلاب جميعا في صف واحد !!




قام بـ كتابة العبارة عشر مرات ، ثم تظاهر بأنه يشطب بعض الكلمات وقام بعدها بـ تمزيق الورقة لـ عشر قطع ..

مرر واحدة للطالب الجالس أمامه وواحدة خلفه .. وأخرتان عن يمينه ويساره ، ثم ثنى بقية الأوراق .. ورماها للخلف بـ طريقة عشوائية في غفلة من المُعلم ..

نظر بعد ذلك خلفه .. وتعمد الحديث بـ صوت مرتفع ..
سمع على اثرها مباشرة صياح المُعلم .. فابتسم في قرارة نفسه !







كـ رعشة الأمطار إذا ما لفظتها السماء ..



.

.



" ولم يفهم الناس معها كيف أن البحر يتحول إلى غول يكتسح اليابسة ، وحتى نعرف من يطلق هذا الغول ، فلابد من الغوص 11 كم تحت الماء ، فقد كشف علم المحيطات .. أن هناك وديانًا سحيقة في عمق البحر، ولو وضعت قمة إيفرست من هيمالايا في قعره .. لاحتاجت إلى ثلاثة كيلومترات إضافية ، حتى يطل الجبل برأسه من تحت الماء ..




أغلق المذياع وهو يشعر باستياء كبير ، كان يكره كل تلك التفسيرات العلمية السخيفة ، ويرى أنها خرافات لا تختلف كثيرا عن خرافات العصور الوسطى عن السحر والشعوذة ..

لكن جنون العالم وهوسة بـ كل ما يُقال عنه عِلم .. كان يُعمي بصيرة الناس ، فإن كانت تلك الخرافات علم .. فأي معارضة لها هي كـ نتيجة حتمية مجرد جهل ورجعية وتخلف وهمجية !!


وبات مفروضا أن تُصدق البشرية أن الإنسان خُلق قردا !

وانه على الأرض من مليون سنة !!

وكان همجي لا يُجيد الكلام ويصرخ هوهوهوهاهاهاها ,, أو كما يقول طرزان !!!

يأكل أوراق الأشجار ويفترس لحوم الحيوانات حية !!!!

وأن الكون انفجر فأوجد نفسه ، والأرض تدور حول الشمس ، والكواكب والنجوم فيها مخلوقات فضائية تاتي لـ تزورنا من حين لآخر وربما هي من ثقب الأوزون ، المهم أن تُصدق أنه لم يكن مثقوبا وثُقب !!



وأن الإيدز مرض فظيع .. والعرب لم يعرفوا النانو ، ولم يخترعوا الساعة .. وقصة روبنسون كروزو ليست مسروقة من قصة حي بن يقظان ، وأن العرب ليسو أول من اخترع البارود .. ولا من اكتشف القهوة ، وابت الهيثم ليس صاحب فكرة اختراع الكاميرا ، لأن أصل كلمة كاميرا ليس قمرة ! ، ومخترع القفل الرقمي ليس مهندس جزائري ، والأقواس الهندسية العربية لم تكن سببا في بناء القلاع والقصور الضخمة في أوروبا ، وأن الشعب العراقي ارتكب جرائم حرب بشعة في حق الجيش الأمريكي ، والهولوكوست حقيقة لا جدال فيها ، بينما جدار العزل يُعبر عن عنصرية الفلسطنيين .. التي تحملتها اسرائيل ورضيت بها !!!!!




وكونه واحدا من الاجناس العفنة .. كما تصفه الماسونازيصيونية الحديثة ، فمن المستحيل له أن يُعبر عن رأيه .. بل كان من المستحيل عليه أن يفعل شيء عدا الأكل والشرب والعمل والنوم ، فأي انحراف بسيط في سلوكه .. يعني بكل بساطة أن اسمه سيدون في القائمة السوداء ..



ووجود اسمه في القائمة السوداء .. يعني أن جسده اصبح حلالً لـ رياضة عقاب الأجناس ، تلك الرياضة الجديدة التي اخترعتها الماسونازيصيونية الحديثة ، وفكرتها تقوم على أن يقوم كل مُتسابق بوضع ضحيته من العامة امامه ، والإتفاق على سلاح التعذيب ، والفائز هو من يُبقى ضحيته أكبر فترة ممكنة حية ، مع تسجيل أقوى صرخات من الألم والمُعاناة !!




كل هذا جعله يفقد الأمل تماما هو وغيره من شعوب العالم ذوي الاجناس المنحطة ، في التعبير عن معتقاداتهم !



وبما أن بطولة العالم اقتربت .. فهم يبحثون عن أي إيحاء بالإنحراف لدي أي عامي ، لـ اصطياده وإكمال عدد القوائم السوداء من العامة الذين سيُشاركون في بطولة العالم كـ أجناس عفنة يتم تعذيبها والبصاق عليها !!






اقتلوا محمد محمد حسين وأمثاله !!


حرية رأي لا أكثر !










تاركاً أعاصير الغضب تخط كوابيس الفزع ..


.

.




لأنه مُخرج أحمق ..

كان لديه اهتماماً كبيرا بـ عظماء عملاء الماسونية ..


لسيما عملاء طبقة الـ Fellow Craft .. كانوا حقا أبطال ، استطاعوا تأسيس عماله خاصة لهم .. بنوا صرحا عظيما غيروا به وجه العالم !

اعتاد أن يُراجع سيرتهم لـ يتعلم منهم .. بل كان لديه شريحة ذاكرة تحوي سيرة أبطالهم ..


أخرج من درج مكتبة شريحة صغيرة .. وأخذ يستعرضها ..

العميل : 06875

الإسم : محمد عبده

اللقب : الإمام الأستاذ العلامة المُجدد

تعلم على يد : العميل المتأفغن 06840


انجازاته :



وضع الأساس لـ أغلب ابتلاءات الأمة ومنها ..





- الدعوة للوطنية الإقليمية لـ ضرب الجامعة الإسلامية.. والتمهيد لـ فكرة القوميات ، وهو ما أدى لاحقا لإحلال الولاء للوطن قبل الدين ( تبنى الفكرة وأكملها تلميذة – سعد زغلول - ) !




- اعتنى بـ تاريخ الفرعونية القديم ، وهو بداية للقول بأن المصريين ينتمون للفراعنة وليس العرب ( طورها تلميذة – أحمد لطفي السيد - ) !




- الدعوة لـ حرية الفكر في كل المجالات ومن نتائجها كتابي تلميذيه طه حسين ( عميد الكفر الغربي ) وعلي عبد الرازق: الشعر الجاهلي ، والإسلام وأصول الحكم ( الأول كفر بالقرآن والثاني بالشريعة ) !!



وطه حسين باحث موضوعي خارق .. تناول القرآن بـ حيادية تامة ، فاكتشف أن قصة سيدنا ابراهيم واسماعيل (عليهما السلام) .. اخترعها القرآن ولا دليل عليها ، ودعا تلامذته إلى انتقاد القرآن كأنه كتاب عادي ، وأن يتناسوا قدسيته .. ويستخرجوا أخطاءه البلاغية على حد قوله !


هكذا تكون حرية الفكر .. وإلا فأنت رجعي مُتخلف !!




- طالب بـ حياة نيابية والعمل على دستور وضعي يُجدد حقوق الحاكم والمحكوم ( تصارعت الأحزاب على وضع الدستور من بعده ) !!




- إعادة النظر في وضع المرأة وفقا لـ أفكار رفاعة الطهطاوي الحديثة ! ( دعا إليها قاسم أمين في كتاب : تحرير المرأة ) !!!


ونفذتها عمليا هدى شعراوي وصفية زغلول .. فكانتا أول من خلع نقابه !!





- الحد من تعدد الزوجات ، ومنع حرية الطلاق !!!



- رد أحاديث الآحاد في العقيدة !





- انكاره للسنة ودعوته للاعتماده على القرآن فقط !





خنقته العبرة من شدة إنبهاره .. ولم يستطع أن يُكمل القراءة ..
فالحقيقة أن هذا الرجل فعل الكثير جدا .. ومَهد للكثير من بعده ، وهو بالفعل يستحق لقب عبقري !



فـ بالرغم من كل ما فعله ، لازال الكثير من المسلمين يذكرونه على أنه إمام مُجدد .. وقف في وجه الإستعمار والعلمانية، وأصلح للناس دينها ووفق بين الإسلام والحداثة ، وحارب الرجعية والتذمت والتخلف والإنغلاق !!


وفوق كل هذا .. كان صديق لـ اللورد كرومر - الذي لم يتوانى دوما عن التصريح بـ كرهه للإسلام - !!!





ولـ شيخ الإسلام مصطفي صبري عبارة ذكية يقول فيها :

" فلعله وصديقه أو شيخه المتأفغن أرادا أن يلعبا في الإسلام دور لوثر وكالفين زعيمي البروستانت " !!





لكن هذا لا يُقارن بـ جرأته وعظمته وهو يصف الأزهر بـ أنه اسطبل ، وأحيانا مخروب ومارستان !

أو وهو يقول بـ أنه مكث عشر سنين وهو يكنس من دماغه ما علق فيها من فضلات الازهر !!




كان بطلا عظيما انتقل بالإسلام لـ مرحلة جديدة لا مكان له فيها !
مهد لإزاحته وإحلال الأفكار العلمانية مكانه لـ توجه الأمة وتقودها ، وهو ما كان للحروب الصليبية أن تُحققه ولو بعد ألف عام !!









" إن أسطورتنا هي عظمة الأمة ..



.

.



اسمه وليد ..

كان يعرف أن الثورة تحتاج إلى كاذب بارع .. وأغبياء يُصدقون .. وحمقى يُنفذون !!




امتثالا لأمر المُعلم .. خرج وليد من الصف ..

وبـ قدر ما كان راضيا عن ذلك .. إلا أن القلق كان يعتريه ، فالطالب الذي تحدث معه والذي يجلس خلفه .. لم يخرج معه ، فلماذا لم يطرده المُعلم ؟ هل يُمكن أن يكون عميلا للمُعلم ؟؟



بصعوبة أبعد هذا الأمر عن تفكيره ، وأخذ يتأمل الطلاب الواقفين من حوله ، شعر بـ خيبة بالأمل وهو ينظر إليهم .. كانوا عابثين غير مُبالين ، وبعضهم سعيد بالوقوف خارج الصف .. ويقول بأن هذا أفضل من الإنصات للمُعلم ..
ودون أن يُضيع وليد أي وقت بدأ حديثه إليهم .. وقد حاول أن يخرج صوته واثقا حازما فقال :



" أيُعجبكم أننا مطرودون .. ونحن لم نفعل أكثر مما يفعله طلاب الصفوف الأمامية ، بل أقل كثيرا منهم ..

ألا تُريدون أن ينصلح حال الصف ، أن نتساوى جميعا ونجلس في صف واحد لا أمام فيه ولا خلف ، لا يُميز بيننا مُعلم مريض .. فيوبخنا ويمدحهم وفقا لـ مزاجه اليومي ، ألم يحن الوقت لـ يحكم الطلاب أنفسهم بـ أنفسهم .. بعيدا عن تسلط المُعلمين ، ألسنا نحن أكثر من يفهم رغباتنا وتطلعاتنا ..

ألسنا قادرين على أن نمنحها لأنفسنا ، فلماذا نترك مُعلم ظالم مُستبد كـ هذا يتحكم فينا ، آن لنا أن نُخرجه ذليلا صاغرا من صفنا.. هو وقوانينه المستبدة ، وسنضع قوانيننا الخاصة .. أحرارا نفعل ما نُريد ، يُدرس لنا واحد منا فلا يظلمنا أو يضطهدنا ، لا يختلف أحدنا على الآخر .. ونكون كلنا سواء .. " ..



توقف أمجد وقد أدهشته حماسته ..

مضت لحظات والجميع يتطلع إليه وعلامات التعجب على وجوههم ..

كان يعرف أنه لو أطال الوقوف الآن .. فسينقلب حالهم إلى السخرية منه ،
قاستطرد سريعا بـ صوت قوي :


" لم يعد هناك وقت .. اخواننا المضطهدين بالداخل ينتظرون إشارتنا لـ يهبوا ويُشاطرونا ثورتنا ، لسنا وحدنا .. لكن البداية بيدنا نحن ، علينا أن نُسرع الآن إلى مطبخ المدرسة لـ نتسلح .. " ..


التف الطلاب حوله وقد دبت فيهم الحماسة .. فصاح فيهم وليد :
" سنخوض معركة الشرف الكبرى والاخيرة ..






أخرجوا منهم أدناهم .. وأضعفهم .. وأجبنهم .. وامنحوه الألقاب والجاه والمال والسلطان .. واصنعوا له البطولات والأمجاد .. ثم اجعلوه قائدا لهم .. يأتمر بأمرنا .. ويعلم أن مصيره مرهون بنا .. وحياته بيدنا ، وتمرده يعني الذل والخسران له، فإن أطاعوه وأحبوه .. فقد صاروا دمية لنا نُحركها ، فنقسمهم ونفرقهم ونُشتتهم ونعبث بـ دينهم ، وإن عادوه وكرهوه .. عاداهم وأبغضهم وحاربهم عنا ..








" قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيت ..





اسمه وليد ..

كان يعرف أن أول قطرة دم .. هي بداية السيل ..





تمت خطة السيطرة على المطبخ بـ نجاح ..

واستولى وليد ومن معه على ما يكفيهم من سكاكين وعُصي .. وكل ما يصلح للقتال ، ثم أغلق باب المطبخ بعد أن قتل هو ومن معه كل العاملين به ..


لا داعي هنا للوصف >.>


كانوا قد ازدادوا جرأة .. وتقدموا بـ سرعة نحو صفهم ، اقتحموا الباب بـ عنف .. وقفز وليد مباشرة تجاه المُعلم وطعنه في كتفه .. بينما أغلق أحدهم باب الصف من الداخل بـ إحكام ..

امتلئ الصف بالصراخ .. لكن تهديدات وليد أخرست الجميع لسيما بعد انضمام خمسة آخرين إليهم ..



قام اثنان بـ تقييد المُعلم .. ثم نظر وليد لـ طلاب الصف ، وحدثهم بأن المُعلم ليس طالبا مثلهم ، وهو بـ هذا مُحتل لهم .. غاصبا لـ حقوقهم ، يستغلهم لـ تنفيذ مصلحته الخاصة ، ومصلحة وزارة التعليم .. التي تسيطر على الطلاب ، وتجعل منهم عبيدا لها لـ يخدموها لأهداف قال بأنه لا يستطيع التصريح بها في موقف كـ هذا !!


ثم حدثهم عن الحرية والمساواة والعدل .. فهلل وصفق له أصحاب الصفوف الخلفية ..


فسألهم وليد :


" ما تُشيرون عليّ في هذا الظالم الفاسق المنافق الشرير " ؟


فقالوا جميعا بـ صوت واحد :

" اسفك دمه .. فقد غرر بنا .. وخدعنا .. واغتصب حقوقنا .. واستعبدنا .. وأذاقنا الذل والهوان .. "


فابتسم وليد وطعن المُعلم طعنة قاتلة .. ثم أمر بـ تعليق جثته في الممر خارج الصف ، لـ يكون عبرة لـ بقية المُعلمين ..


وبعدها اتجه ببصره نحو الطالب الذي حدثه ولم يطرده المُعلم ، واشار على أتباعه أن يقتلوه .. هو وخمسة من الجالسين في الصف الأول ، بسبب عمالتهم وخيانتهم !!






" إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا ..



والله ما تركنا أبنائنا وأشغالنا واتينا من تلك الديار البعيدة الا لنقتلكم وننال احدى الحُسنيين
النصر أو الشهادة فو الله لن ترو منا إلا ما يسؤكم يا عباد الصليب ويا أحذيتهم من المرتدين
فالهدم الهدم والدم الدم ..









" فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ..



.

.




اسمه وليد ..
والآن .. أدرك أن الثورة قد بدأت .. ولن تتوقف ..




كان لـ جثة المُعلم المُعلقة .. وقع كبير في نفوس كل من بالمدرسة ، وتناقل الطلاب صياح أتباع وليد كأنه وباء يتفشى ، وأمر وليد مَن معه بتوزيع الأسلحة على المُتحمسين من الصفوف الاخرى .. على أن يُدينوا بالولاء له ، ويحضورا له المُعلمين أحياء مُقيدين !

وبدأت هيستريا جماعية من الصراخ تُطالب بـ قتل وتعليق المُعلمين ، وخلال ساعات قليلة .. لم ينجو مُعلم واحد من الأسر ..


وفي ساحة المدرسة اجتمع الطلاب ، ووقف وليد وأضرم النار في راية المدرسة ، ووضع راية جديدة تحمل اسمه !

ثم أمر بـ المُعلمين فجيء بهم أمام الجموع الواقفة .. فصرخوا جميعا الدم الدم ..


وتطايرت الدماء .. وتمزقت الأجساد ، وتم تعليق جثثهم .. وسُمح للطلاب بـ ضربها بـ النعال والبصاق عليها ..
ولم يتخلف منهم طالب واحد .. ولا حتى من طلاب الصفوف الامامية !!


ثم خطب فيهم وحدثهم عن العصر الجديد .. الذي سيحكم الطلاب فيه أنفسهم بـ أنفسهم ، وتحمسوا جميعا وهتفوا له .. فزاد من وعوده لهم ، وأعلنها حربا شاملة على وزارة التعليم .. ولم يستطع أن يُكمل خطابة بسبب صياحهم وهتافهم له !!








" إن تقدمنا في هذا العالم .. هو تقدم نحو الألم والعذاب ..
فـ من دون التعذيب والألم .. كيف تُسيطر على الإنسان !!



.

.




لم تكن الحياة من دون المُعلمين كما وصفها وليد للطلاب ، وبدأ البعض يُظهر اعتراضه .. ويتحدث عن عجز الطلاب في تدريس المواد !!

في البداية استُخدمت الحمامات كـ مُعتقلات لكل من عارض الثورة الأخيرة ، أو انتقدها ..
ثم ما لبثت أن ضاقت بـهم ، فتم تفريغ بعض الصفوف وإعتقال المتمردين فيها ..

وأمر وليد أتباعه بـ تعذيب وإهانة كل المُعارضين ، ثم تصويرهم في أوضاع مُهينة .. وتعليق صورهم على جدران الممرات ، تخويفا لـ بقية الطلاب .. الذين سرعان ما أطاعوه وعظموه ورضخوا لـ رغباته ، رغما عنهم ..


عاش الطلاب بعد ذلك حياة من الذل والمهانة ، فلا هم نالوا ما وعدهم بـ وليد .. ولا استطاعوا أن يفهموا شيئا من شرح الطلاب الذين عينهم وليد بدلا من المُعلمين ، لسيما وأنهم كانوا اسوأ طلاب ..

كانوا يستخدمون العُصي أثناء الشرح ، وبعضهم يستخدم السوط ..
وذلك لـ يُجبروا الطلاب على تقبل ما يقومون هم بـ تغييره في المواد ، فأصبح وليد هو وزير التعليم .. وهو من صمم المدرسة وبناها .. وهو من اخترع الورق والكتب والدفاتر ، وأقلام الحبر والرصاص والممحاة ، وغيرها الكثير ....... !!



أما عن المُساواه ..
فقد اكتشفوا أن الصفوف لا تتسع لأن تكون كل مقاعدها في صف واحد !



والحرية ..
لا يُمكن العمل بها مادام هناك مُتمردين يعملون في الخفاء !!




والعدل ..
يجب تعطيله .. حتى لا يتساوى المُتمرد مع المُخلص !!!






مضى عام كامل .. وأصبحت المدرسة بـ أكملها مُعتقل كبير !!



أما مصير وليد وثورته .. فهي عقاب لـ من أيدها ، وإبتلاء لمن عارضها ..






.







وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ


قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ


قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ


وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ


وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ


قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ


فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ


أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ


قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ


وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ


قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ


فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ


وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ


قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ


قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ


قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ


قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ


قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ


قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ


قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ


قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ


قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ


فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ


وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ


قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ


يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ


قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ


يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ


فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ


وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ


لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ


فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ


قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ


قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ


فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ


فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ


فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ


قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ










" نحن قومٌ أعزّنــا الله بالإسلام .. ومهما ابتغينا العزّة بغيره .. أذلّنــا الله "




.

.




ثقب أسود ..




.


كـ أي مُخرج أحمق .. كان يبحث عن الكمال ..
كان كل شيء يسير على ما يُرام لأكثر من مئتي عام تقريبا ..




فـ في عام عام 1774 احتلت روسيا شبه جزيرة القرم وبحر أزوف والمناطق الشمالية للبحر الأسود ثم سلوفينيا ..






وفي عام 1799 احتلت فرنسا مصر ..




وفي عام 1809 الأسطول البريطانى يدمر رأس الخيمة ..



وفي عام 1820 احتلت بريطانيا مسقط ..



وفي عام 1827 انفصلت اليونان عن الدولة العثمانية ..



وفي عام 1830 الجيش الهولندى يذبح 200000 مسلم فى إندونيسيا بعد استيلائه على الفليبين ..
وفي نفس العام احتلت فرنسا الجزائر ..



وفي عام 1839 احتلت بريطانيا عدن ..
وفي نفس العام طرد الألمان العثمانيين من بلجراد ..



وفي عام 1840 تم فصل الشام عن مصر ..



وفي عام 1858 البحرية الإنجليزية والفرنسية تقصف جدة وتقتل المئات ..



وفي عام 1866 احتلت بريطانيا إمارات الخليج ..



وفي عام 1878 ايطاليا تحتل إريتريا ..
وفي نفس العام احتلت روسيا سمرقند وبخارى وطشقند ..



وفي عام 1881 احتل الفرنسيون تونس وذبحوا 60000 جزائرى ..




وفي عام 1887 احتلال النمسا لـ البوسنة والهرسك ..
وفي نفس العام احتلت روسيا ولاية بيساربيا ..



وفي عام 1890 احتلال روسيا لـ تركتستان الغربية ..



وفي العام 1892 بريطانيا تحتل مسقط والبحرين ..



وفي العام 1899 بريطانيا تحتل الكويت ..



وفي العام 1903 فرنسا تحتل موريتانيا ..



وفي العام 1908 فرنسا تحتل فاس بالمغرب ..



وفي العام 1911 ايطاليا تحتل ليبيا ..



وفي العام 1916 اتفاقية سايكس بيكو ..
وفي نفس العام الروس يقتلون 150000 مسلم فى قيزغيزيا ..



وفي العام 1917 وعد بلفور واحتلال القدس وبغداد ..



وفي العام 1920 غورو يغزو دمشق صائحا: ها قد عدنا يا صلاح الدين !!



وفي العام 1922 استشهاد أنور باشا وهزيمة المسلمين فى آسيا الوسطى التى احتلها الروس البرابرة ..



وفي العام 1924 إلغاء الخلافة الإسلامية ..



وفي العام 1925 ضم جمهورية تركمانستان وجمهورية أوزبكستان إلى الاتحاد السوفيتى ..



وفي العام 1929 ضم طاجكستان المسلمة إلى الاتحاد السوفيتى ..



وفي العام 1948 قيام دولة اسرائيل بعد احتلال فلسطين ..



وفي العام 1967 النكسة ( الوكسة ) ..













كلها كانت حروب رائعة وانتصارات عظيمة كادت تبلغ الكمال ، ولم تُعكرها تلك الهزائم البسيطة بعدها ، فكلها كانت في صالحنا على المدى البعيد ..
هزمناهم عسكريا ونفسيا واقتصاديا وفكريا .. فانبهروا بنا وصاروا ينظرون إلينا كـ آلهة لا كـ أعداء لهم !!



ويكفينا نصرا أنهم لازالوا يظنون أن حربنا عليهم حرب مصالح ، كأننا جئنا للعراق لأجل البترول !!

كل ما هنالك أن البترول كان مُكافئتنا لـ تنفيذ إرادة الرب وتدمير دينهم لا أكثر !!



كان هذا رائع فقد أضاعوا دينهم ونسوا كيف يكون الجهاد في سبيل ربهم ..


تركوا الفخر بـ دينهم .. وتشبثوا بـ قومياتهم ..
فأزلهم الله ..


وبات النصر الكامل والحاسم .. على بُعد خطوات قليلة منا..


تقسيم آخر .. وإثارة قومياتهم ومذاهبهم ، وذجهم في حروب تقضي على ما تبقى مما يمكن تسميته قوة لديهم ..


وبعدها كنا سنبيد البقية منهم ..





لولا ما حدث في ذلك اليوم :


11 سبتمبر 2001

كانوا مُنهارين .. يائسين .. يصرخون صباح مساء ويُرددون بأنهم أمة نائمة .. ضائعة .. تائهة .. مُفرقة .. لم تعد لها كرامة ولا عزة ، فقدت هيبتها .. وأضاعت دينها ..

أسرتهم فكرة اليأس .. وأننا آلهة لا يجب التفكير في رد إرادتها ومشيئتها ..

وفي خضم هذا .. خرج بن لادن ، وأعلن كفره بالآلهه !!

وأخرج كتيبة من رجاله ..

استطاعوا أن يصلوا إلى أقوى عواصمنا وأحصنها ، وأن يوجهوا إلينا ضربة عسكرية واقتصادية في آنٍ معا ..

وتغيرت نظرتهم لنا ..

وأدركوا أن النصر لايزال في متناولهم ..

واننا لسنا آلهه .. ويمكن هزيمتنا ..

فاعلنوها حربا شاملة علينا ..

فـ وجهنا إليهم كل قوانا وصيرنا .. العالم معنا ..

حاربناهم عسكرية وإعلاميا وإقتصاديا .. وبـ أبناء جلدتهم ..

واحتللنا كل أرض وكل شبر يصلح وكرا لهم ..

هزمونا في أفغانستان .. وفي العراق دحرونا وعطلوا مشاريعنا التقسيمية ..

ولم يزدادوا هم إلا قوة وجرأة .. وسقط ماردنا في الوحل ..

بن لادن أيقظ أمته وأحيا لها الأمل .. ضرب مثلا بـ نفسه ..

فـ ترك أهله وماله وأولاده .. وصاح بـ أمته أن حي على الجهاد ..






لكن هذا لن يستمر طويلا .. لابد من حل ..

بالتأكيد هناك حل ..


شرد قليلا يُفكر في نهاية فيلمه ..

وكيف سيوزع أدوار البطولة ..





ولأنه مُخرج أحمق فـ (بن لادن) بالتأكيد .. لن يكون البطل ..

لا .. بل لن يكون له دور .. سيشطب تلك الأحداث الأخيرة .. سيمحوها ..

لن يتكلم عنه .. لن يذكره ..

وهذا يعني أنه لم يُوجد أصلا !!







0 التعليقات:

إرسال تعليق