الأفـــق

نزيــف من الظلام










وقف مشدوها ينظر حوله بـ حبور .. فقد كانت المرة الأولى له ..

أخيرا أصبح عضو في جمعية حماة السلام ..

المكان رائع .. وكل شيء كما يُريد ..

لكن لما التوتر ..

أشلاء ممزقة .. جثث مُحترقة .. أعضاء مبتورة .. رؤوس مثقوبة ..

لقد كان بالفعل متجرا مميزا ..

لكن ماذا عليه أن يشتري ..

لم تدم حيرته طويلا .. وطلب تشكيلة متنوعة من كل ما هو موجود ..

فـ حفلة السلام العالمي ستقام اليوم .. وعليه أن يكون مستعدا ..

كان سعيدا .. لأن المتجر يتكفل بإيصال الطلبات إلى حماة السلام ..

غادر سريعا .. لكنه تذكر شيئا فعاد إلى الداخل ..

أوصاهم بـ طفلة صغيرة بوجه مشوه .. ورأس مثقوب .. ودمية قذرة ..

للآسف !!

طلبه غير مُتاح ..

عليه هو أن يُحضر الطفلة .. وهم سيتكفلون بإعدادها كما يرغب ..

وافق على مضض ..

ذهب إلى متجر آخر للآيتام .. وابتاع أول طفلة أمامه ..

كان يفهم سبب سعادة الطفلة .. لكن لا وقت ليشاركها تلك السعادة ..

عليه فقط .. أن يفكر في الإعداد للإحتفال الليلة .. بيوم السلام ..

عاد إلى المتجر الأول .. أخرج قلما ووضع علامات على رأس الطفلة ووجهها ..

شدد عليهم .. أن يثقبوا في هذه الأماكن بالذات ..

أخذت الطفلة تصرخ والمثقاب يقترب من وجهها ..

نظر الرجل لها باشمئزاز .. فكيف لها أن ترفض المشاركة في يوم السلام ..

لماذا تصرخ ..

أتراها تعبر عن سعادتها ..

أم هي عدوة للسلام ..

حاول أن يُبعد السؤال عن رأسه .. فلا وقت لـ ذلك ..

وفي الليل .. بدأ الإحتفال ..

وحين بدأ البث ..

ارتفع البكاء .. وعلت الخطب تشجب وتدين بشاعة الحروب ..

طالبوا بوقف نزيف الدم ..

استنكروا عمليات القتل الوحشية ..

دعوا إلى سلام عالمي .. ووقف الحروب في العالم ..

وأمام الجثث والأشلاء .. تساقطت دموعهم .. وارتفع نحيب البعض ..

وعلى الأرض .. كانت جثة الطفلة مثقوبة الرأس .. ممددة بجانب دمية قذرة ..

وأمامها .. كان الرجل يقف والدموع تتدفق من عينه ..

أما عقله فكان السؤال لا يزال يشغل تفكيره ..

لماذا كانت تصرخ !؟








0 التعليقات:

إرسال تعليق